الأربعاء، 21 مايو 2014

. بين الثرى والثريا ...... زبيدة عبدالرحمن


برنامج قدم في نادي الحوار الثقافي ( الوتساب)
ومع قرب الاختبارات .... وهنا اود ان اسلط الضوء على نوع اخر من الاختبارات ... به نفس اصناف هؤلاء الطلاب الثلاث .... انه اختبار الاخرة ... بين الثرى والثريا
... عنوان قطوفي وشذراتي ...
اتجول معكم احبتي واتناولها واسعد بتواجدكم ....
الطالب الاول ... المجتهد الطموح الذي لا يقنعه ولا يرضي علو همته الا تحصيل اعلى الدرجات ... والتفوق ... فهو متميز مجتهد من بداية العام الدراسي ... يشغل جل وقته في المذاكرة ويبتعد عن كل ما يشغله في سبيل تحقيق هدفه ....حتى يفوز بالنجاح والتفوق
الطالب الثاني .... يكون من بداية العام يتأرجح بين اهمال تارة وبذل مجهود قليل تارة اخرى ... لكنه يملك طموحا ورغبة قوية في ان ينجح ويفوز ... فماان يحين وقت الاختبار والا ونجده يبذل الجهد ويحاول مستميتا تعويض كل ما ضيعه من اوقات في اللهو والاهمال ... فينجح لكن ليس بالتفوق المطلوب ...
اما الطالب الثالث ... فهو غارق في بحار لهو واهمال لاهم له سوى ان يستمتع ويلهو ...فهو غارق في بحار لهوه ومتعته المؤقته ... التي سرعان ما تذهب هباء وتنتهي ...
حين يستلم اشعار الرسوب .... في احوالهم مع الدراسة والتحصيل ... قرب العام الدراسي من الانتهاء .... يصنف الطلاب الى اصناف عدة
كلها اختبار منذ أن يتنفس الإنسان أول نفس فيها، وحتى يلفظ آخر نفس كتب له في هذه الدنيا، فإذا كانت الحياة كلها اختباراً، فينبغي أن نعرف هذا الاختبار، وأن نعرف علاقته بهذه الاختبارات الدنيوية الكثيرة، ولكن أكثرها تكراراً وأهميةً عند الناس: اختبارات الطلاب والطالبات، حيث ينشغل بها الطلاب والطالبات، والآباء والأمهات، وتزدحم لأجلها الطرقات، وتتغير من أجلها العادات، فتختلف فيها كثير من الأحوال.
الفرق الاول ... ان اختبارالدنيا غير معلوم فيه الاسئلة .. فيتوقع الطلاب مايمكن ان ياتيهم من اسئلة او يحاولون الاستفادة من النماذج السابقة ... اما اختبار الاخرة فهو معلوم الاسئلة منذ ان خلقنا الله جل وعلا ..( من ربك .. من نبيك ... مادينك ) الاختبار والامتحان .. موجوج منذان خلق الله عزوجل الانسان واوجده قال تعالى ..(تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شئ قدير ... الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا) وهنا اود ان اسلط الضوء على نوع اخر من الاختبارات ... به نفس اصناف هؤلاء الطلاب الثلاث .... انه اختبار الاخرة ... وفروقات يسيرة بين اختبارالدنيا ... وبين اختبار الاخرة لكنها عظيمة الاثر
الفرق الثاني .... اختبارات الدنيا تتكرر وتعاد ... سواء باعادة المادة التي يخفق فيها الطلاب او اعادة السنة .. وغير ذلك من التغيير والتعويض ... اما الاخرة .. فاختباره واحد ليس فيه اعادة وقول نبينا عليه السلام ..

.(لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسال عن اربع ... عن عمره فيما افناه ... وعن شبابه فيما ابلاه ... وعن ماله من اين اكتسبه وفيم انفقه .. وعن علمه ماذا عمل به )
الفرق الثالث .....يكمن في نتيجة الاختبارات نتيجة الاختبارفي الدنيا من البديهي ان يعم الفرح والسرور حين ينجح الطالب ويتفوق خاصة حين اولاه اهتمامه فيكون حينها لفرحه مذاقا ....ويفرح معه اهله والديه واسرته ... وهنا دعوني اتساءل ... ترى هل نفرح لامر الاخرة ؟؟
في الدنيا... نجد النتيجة شهادة او منصب .. او اي نوع من الفخر ... اما في الاخرة فالشهادة اعظم واكبر ... انها احبتي جنة عرضها السموات والارض فيها مالا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .... وينادينا ربنا جل وعلا

(ادخلوا الجنة لاخوف عليكم)
احبتي كانت تلك الفروقات بين اختبار الدنيا والاخرة ... ناتي الان الى النتيجة
الفرق الرابع .... هل فرح احدنا حين راى ابناءه يصلون ؟؟

حين يرى ابنائه يعملون الطاعات ؟؟ بالطبع احبتي نفرح ونحمد الله وندعو لهم لان هذا هو الفرح الحقيقي الخالد الموصل الى طريق السعادة الابديةهنا لكل ذلك اقول....فرق بين الثرى والثريا...بل ولنا قصة اوردها ربنا جل وعلا تضرب اروع المثل في بكاء الصحابة وتنافسهم في قصة البكائين ...حين جاؤوا الى النبي عليه السلام ليخرجوا الى الجهاد في غزوة تبوك وهم صفر اليدين لامال معهم ولازاد ولا رحال يركبون عليها ... قالوا يارسول الله احملنا معك نجاهد .. فقال عليه السلام ( لا اجد ما احملكم عليه ) ... ترى هل فرحوا ووجدوها حجة وفرصة وعذرا لترك الجهاد ؟ معاذ الله بل كما قال تعالى (تولوا واعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون ) الله اكبر ... فاين دموعنا وحسرتنا على طاعة اضعناها وعلى معصية ارتكبناها ؟؟
 يقول النبي عليه الصلاة والسلام..( ابك على خطيئتك ..وليسعك بيتك )
 (واما من اوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم اوت كتابيه ولم ادرماحسابيه ياليتها كانت القاضية ) تمام مثل الطالب الذي ندم على ما اضاعه من وقت ولهو ختاما احبتي اسال الله ان يجعلنا من الفائزين في الدنيا والاخرة ... اللهم ارزقني واخواني واخواتي العلم النافع والعمل الصالح ..اللهم اغفر لكل من علمني الخير ... اللهم اسالك باسمك الاعظم لكل من عرفوني وعرفتهم واحبوني واحببتهم ان تفرج همهم .. وترحم موتاهم ... وتصلح ذرياتهم ...
امين لاتتركوني من صالح دعائكم ودمتم.....
زبيدة عبد الرحمن يترقب الطلاب بفارغ الصبر استلام شهاداتهم ونتائجهم بين فرح مستبشر ... وبين خائف متوجس قلق ...
 وهكذا في الاخرة بل اشد .يصور الله عزوجل ذلك في قوله (واما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه ....)
 يفرح ويستبشر هل نحزن او نتالم حين تفوتنا احدى الصلوات ؟؟ كما هو حزننا وحسرتنا على ضياع فرصة وظيفية ؟؟
او ترقية ؟؟ او درجة علمية ؟؟
نعيم لا يزول ... اسال الله ان يجعلني واياكم من اهل الجنة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق