الأربعاء، 21 مايو 2014

غلاء المهور ......... عبدالرحمن الزهراني

محاضرة قدمت في نادي حوار الثقافي الواتساب. المقدم عبدالرحمن الزهراني

بداية وقبل كل شيء الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدي وخاتم المرسلين وبعد :
 إن من الظواهر المؤلمة في مجتمعنا هي ظاهرة غلاء المهور التي جعلت الكثير من الشباب يحملون الديون على ظهورهم من أجل أملا جيوب الآباء وأحينا الأخوان لقد أصبحت هذه الظاهرة عامل مهم جدا لدى البنوك لان الشاب المقبل على الزواج يحتاج بشكل طبيعي ( روتيني ) إلى قرض للزواج علاوة على بنك التسليف أيضا كل ذلك يتحمله الشاب ليس لإرضاء زوجة المستقبل وإنما لإرضاء والدها أو إخواتها لقد أضحت هذه الظاهرة كابوس مرعب لدى الشباب المقبلين على الزواج حتى ان سكان الدول المجاورة تعجبوا من أن تصل بعض المهور إلى 100000 ريال علاوة على الحفلة و تامين السكن وغيرها . في الثمانينيات الهجرية أصدر فضيلة الشيخ: عبدالعزيز المسند رحمه الله كتابًا بعنوان (مشكلة غلاء المهور) عدِّد فيه بعض مشكلاته واقترح بعض الحلول المناسبة لها.. من أهمها تخفيض المهور وما يتبعها من تكاليف أخرى.. ومنذ ذلك الحين والمهور وتكاليفها في ازدياد مستمر.. * وتبعا لذلك تضاءلت نسبة الزواج بين الشباب والشابات.. وارتفعت نسبة العنوسة بشكل يلفت النظر.. * وبجهود بعض الخيرين من المواطنين تأسست جمعيات خيرية تُعنى بمساعدة الشباب والفتيات على الزواج عن طريق الزواجات الجماعية في عدد من مدن المملكة بدعم الدولة وأهل الخير فاثمر قيامها وحسنت نتائجها وأسهمت اسهامًا فاعلًا في هذا المجال؟ 
وتعد هذه الخطوة واحدة من الاسهامات الناجعة في الحد من تزايد نسبة العنوسة وارتفاع نسبة الزواج بين الجنسين.. * وحتى نوجد آلية فاعلة في تسير امور الزواج امام الشباب والشابات ونقضي على التردد الذي يواجههم في هذا السبيل وللحد من نسبة العنوسة والقضاء على البذخ والتعالي في المهور وتكاليف الزواج وخاصة بين بعض فئات المجتمع والتي تمثل التنافس غير الشريف اقترح: - أن تتدخل الدولة في تحديد المهور وما يتبعها من تكاليف باهظة تناسب كل طبقات المجتمع (الغني والفقير) وعدم تجاوزها من الطرفين؟
 ومن اهم ذلك اجور قاعات وقصور الافراح والتي يصل بعضها إلى اجور خيالية ليست في مقدور الطبقة الكادحة. - تحديد العقوبات اللازمة والصارمة على من يتجاوز ذلك. * وبذلك نضمن زواجات ميسورة الحال وتناسب كل طبقات المجتمع ونقضي على البذخ والتعالي في المهور وتكاليفها ونحقق من خلال ذلك فحوى الحديث الشريف (خير النساء اقلهن مهرًا.. وايسرهن مؤونة). * واختم هذه الكلمة بخبر قرأته على الصفحة الاخيرة من هذه الجريدة لمسؤولها في منطقة عسير الاستاذ: عبدالرحمن القرني المنشور يوم الجمعة 1/2/1434هـ بعنوان (8) الاف ريال مهر العروس البكر و(6) آلاف ريال للشيب في شعف بلقرن وبدون حفلات، وقد يسرت هذه القبيلة المهر وانعكس ايجابيًا على الفتيات والشباب ونادرًا أن تجد (العنوسة او ظاهرة الطلاق في هذه القبيلة) وتعتبر هذه ظاهرة نادرة تستحق الاشادة من وسائل الاعلام للاقتداء بها. * أن تعاون سكان المدن والقرى غنيهم وفقيرهم في تخفض المهور وتكاليف الزواج اقتداءً بقبيلة شعف بلقرن من انجع وسائل تشجيع الشباب والشابات على الزواج والقضاء على العنوسة وتكدس الفتيات بدون زواج:وصدق القائل: * تابى الرماح اذا اجتمعن تكسرًا واذا افترقن تكسرت آحادا؟
وهذا ايضا تنبيه من السلف الصالح لهذه الأمة من ظاهرة غلاء المهور التي جعلتها العادات والتقاليد من المتاجرة بالفتيات هذا الزمان , بل و الأدهاء من ذلك اذا كان يتاجر بها أخوها ويرتفع السعر مع ارتفاع المميزات والخواص وكأن كل فتاة اصبحت سلعة تباع وتشترى ولسان حال الشاب يقول : شروطكم هذي شـروط المجانيـن شروطكم شغـل ابتـزاز ونهابـه شروطكم تقصم ظهـور البعاريـن شروطكـم همّـن وغـم وكآبـه شروطكم والله سيوف وسكاكيـن تذبح بنات المجتمع مـع شبابـه وين الرضا والعطف واليسر واللين اللي ذكرهـا الله بمحكـم كتابـه وين الصفات اللي أمرنا بها الديـن وين اختفى نهج النبي والصحابـه يا عم جعل اللي خلقنا من الطيـن يرد عقلك مـن خطـاه لصوابـه حتى اضطرا بعض الشباب من الزواج من الخارج وأذكر أن بعض الشباب عزموا على ذلك لكي تنزل المهور للأسف الكثير من الآباء فهموا مفهوم الزواج مفهوماً خاطئ فالبعض منهم يظن أن هذا المهر له بحجة أنه ربها ونماها و البعض يفهمه بأنه قيمة لفقدها من المنزل والعجيب أن هذه المفاهيم يترتب عليها التالي : أولاً : أن الفتاة المخطوبة لن تقبض شيء من المهر بالحجج السابقة .. ثانياً: إفلاس الشاب لأنه سوف يتدين لإسعاد مخطوبته التي خطف مهرها .. وبهذا يكون والد الفتاة قد حقق صفقة رابحة بكل ما تعنيه الكلمة ويتحمل الشاب البقية والعجيب انك تجد في الخارج كل التيسير في الزواج من مهر وسكن وغيره ولا أعني أن مجتمعنا لا يوجد في ذلك لكنه و للأسف قليل شبه نادر والله المستعان .
والعجيب أن بعض الآباء يزوج ابنته من يملك المال الوفير ليس من اجل ان يعيش ابنته في الرغد الجميل بل لكي يدفع له المال الجزيل .. و في النهاية يجب أن نعرف غلاء المهور ليس في صالح مجتمعنا لأنه جعل غالب الشباب المتزوجين حديثاً مدينين غالبهم للبنوك والتي هي بدورها تأخذ الفوائد من هذه القروض كل هذا على ظهر الشاب المقبل على الزواج أو المتزوج حديثاً ولا حول ولا قوة إلا بالله . غالب الشباب يجب عليه أن يتحمل مديونيته للزواج لمدة خمس سنوات بعد الزواج كل هذا من اجل أن يعف نفسه سبحان الله ! لقد اصبح الحصول على الحرام امر في قمة السهولة مقارنة بالزواج في هذا المجتمع وهذا عكس المفترض اصبح الشباب اليوم يبحثون عن أي وسيلة للزواج فقط لكي لا يقع بالحرام حتى عن طريق ملك اليمين !! نصيحة لكل آب لديه بنات اتق الله فيمن يتقدم لهن ولا تنسى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فأنكحوه , إن لا تفعلوه تكن فتنة فى الأرض و فساد كبير ). ولا تعتبرها سلعة يزيد سعرها وينقص بحسب السوق ( العادات) ولا يحق للأب شيء في مهر البنت لانه خالص للبنت تشتري فيه ما تحتاج
*هل المهر القليل يقلل من مكانة الزوجة وكرامتها بين الناس...؟؟ 
*هل المهر القليل سوف يجعل الزوج لايحترم الزوجة وينظر لها نظرة قليلة المستوى ...؟؟ 
*وبانها يوم قبلت بالقليل فهذا يعنى نقص فيها او بها عيب..؟؟ 
*هل المهر القليل يساهم فى بناء وانجاح الزواج والحصول على التقدير والاحترام من الزوج اما يصور على انه عيب وعار ومستحيل ...؟؟ 
*هل غلو المهر يساهم ويجعل البنت محترمة وكبيرة وغالية بين الناس..؟؟ 
*هل غلو المهر يجعل الزوج يحترم الزوجة بحكم انه دفع فيها مهر كبير ....؟؟؟ 
*هل المهر الكبير يساهم فى انجاح الزواج ...؟؟؟؟ 
اسئلة كثيرة نجدها في هذا المحور ..... اما المحور الآخر الذي سوف اتحدث عنه هو: المتاجره بالفتيات !! اوبيع الفتيات !! * لماذا بعض الاباء يتاجر بأبنته - اذا صح التعبير - من خلال رفعه للمهر *اما اذا كانت البنت موظفة فيشترط ان يكون نصف مرتبها يكون له .... *اليس هذا ظلم من الاباء تجاه بناتهم .... *من اجل هذا نرى عزوف الشباب عن الزواج ... ونرى فتيات بلا زواج اتمنى ان ننقاش سويا هذه الظاهرة المنتشرة تقريبا في الخليج العربي
محاور: المحور الاول مكان الحفل وتكلفة ايجاره بين الواقع والمأمول. المحور الثاني المدعوون والمدعوات والعدد الحقيقي. المحور الثالث الضيافة بين المعقول والاسراف المحور الرابع الجوانب الامنية في حفلات الزواج. المحور الخامس الحفلات الكبيرة واثرها على سلوكيات المرأة. المحور السادس تكاليف الحفل ونسبته إلى التكاليف الاجمالية المحور السابع كيف نصحح الحفلات تطبيقاً. مع مقدمة في فضل الزواج وسمات الفرح في العرس في الشرع ولا شك ان تخفيف اعباء حفل الزواج يضع عن كاهل المتزوج أو ولي المرأة حملاً ثقيلا ربما مكث سنة أو سنتين يسدد في ديون ذلك الحفل المحمل بالبذخ والاسراف وبالتالي يسلم المجتمع من شرور كثيرة قد تحدث في تلك الاحتفالات هذا ونتمنى ان يأخذ هذا الموضوع مساره في التقويم والتصحيح بما تقتضيه السياسة الشرعية والمصلحة العامة,. والله المسئول أن يوفق ولاة الامر لما فيه خير للامة في دينها ودنياها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق