السبت، 27 ديسمبر 2014

العنف ضد الانثي


المشاركين في المحاضره الاستاذ صالح السويلم ودكتور عماد الحسن
مقدم واعداد المناقشه الاخت والكاتبه خلود ناصر 


  صالح السويلم: س1 :- برزت ظاهرة العنف ضد الأنثى في بعض المجتمعات المعاصرة كإحدى الظواهر الاجتماعية ما هو الامتداد التاريخي لها ؟
 خلود ناصر: ج/1 :- ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة قديمة، وكبيرة الاتساع منذ أن كانت في العصر الجاهلي، تباع المرأة وتشترى، وتوأد في التراب وهي حية، والآن أصبح العنف ظاهرة في كثير من المجتمعات العربية والإسلامية .
صالح السويلم: س 2 :- لم يقتصر العنف الأُسَري على الأنثى ما هي الفئات الأخرى التي شملها العنف الأُسَري ؟ . 
خلود ناصر:ج /2:-. العنف الوارد على النساء لا يختص فئة معينة
(بل تشمل الأم أو الزوجة أو الأخت أو البنت)، أو ثقافة خاصة أو جنس محدد، وإنما يشمل كافة الثقافات والدول المتقدمة منها أو ما تسمى بالدول النامية أو دول العالم الثالث .
 صالح السويلم: س3 : ما هو التوصيف الحقيقي للعنف ضد المرأة من كافة جوانبه ؟
 خلود ناصر: ج/3. والعنف يعني الأخذ بالشدة والقوة، أو هو سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف بهدف استغلال واخضاع طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية. وحسب هذا التعريف فإن العنف يشمل السب والشتم والضرب والقتل والاعتداء، والعنف النفسي والجنسي، وإحباط الأنثى بالتقليل من شأنها أو شعورها بالعجز وأنه لا حول لها ولا قوة، ووصفها بأبشع الصفات، إرغامها على ما لا تطيق، وعدم الاعتراف بدورها في المجتمع، الذي يأتي من طرف رجل أو مؤسسة أو نظام أو حتى من طرف امرأة من أجل إخضاع المرأة والتسلط عليها، ويمارس هذا العنف أحيانا من ذويها بأن تجبر على الزواج ممن لا ترغبه، أو يؤخذ راتبها إن كانت موظفة، وأبشع من ذلك ظلم الزوج بإهانتها وضربها و.. و..، فلا يعني هذا أنه لا يوجد من لا تعترف بكل ما يحدث لها، وتكتفي بالصمت والاحتساب وأنها راضية، لا.. هي أرغمت على ذلك.
وهناك من يعتقد أن العنف هو لغة التخاطب الأخيرة الممكنة استعمالها مع الآخرين حين يحس المرء بالعجز عن ايصال صوته بوسائل الحوار العادي، ولكنه يأتي مع المرأة اللغة الأولى للتخاطب معها كما يستخدمه البعض، وكأن الآخر لا يملك لغة أخرى لاستعمالها، ليجعل من هذا العنف كابوس يخيم على وجودها، ليشل حركتها وطاقاتها، ويجعلها أطلال من الكآبة والحزن والخضوع..
 صالح السويلم: س 4 :- ما هي الأسباب التي أدت إلى بروز هذه الظاهرة على السطح ؟
خلود ناصر: ج/ 4 . وربما السبب في ذلك يرجع إلى الآتي: اعتبار المرأة نفسها هي أحد العوامل الرئيسة لبعض أنواع العنف والاضطهاد، وذلك لتقبلها له واعتبار التسامح والخضوع أو السكوت عليه كرد فعل لذلك، مما يجعل الآخر يأخذ في التمادي. وأيضا: الأسباب الثقافية؛ كالجهل وعدم معرفة كيفية التعامل مع الآخر وعدم احترامه. وأيضا: الأسباب التربوية؛ قد تكون أسس التربية العنيفة التي نشأ عليها الفرد هي التي تولد لديه العنف. وأيضا: العادات والتقاليد؛ هناك أفكار وتقاليد متجذرة في ثقافات الكثيرين، والتي تحمل في طياتها اللوثات الجاهلية لتمييز الذكر على الأنثى مما يؤدي ذلك إلى تصغير وتضئيل الأنثى ودورها، وفي المقابل تكبير وتحجيم الذكر ودوره. وأيضا: الأسباب البيئية؛ فالمشكلات البيئية التي تضغط على الإنسان كالازدحام، وضعف الخدمات، ومشكلة السكن، وزيادة السكان و..، وأيضا: الأسباب الاقتصادية: فالخلل المادي الذي يواجهه الفرد أو الأسرة أو التضخم الاقتصادي الذي ينعكس على المستوى المعيشي لكل من الفرد أو الجماعة. وأيضا: عنف الحكومات والسلطات؛ وقد تأخذ الأسباب نطاقا أوسع ودائرة أكبر عندما يصبح بيد السلطة العليا الحاكمة، وذلك بسن القوانين التي تعنّف المرأة أو تأييد القوانين لصالح من يقوم بعنفها، أو عدم استنصارها عندما تمد يدها لأخذ العون منهم.
صالح السويلم: س ه ما الآثار والتداعيات النفسية والتربوية والإجتماعية التي تتركها ظاهرة العنف ضد الأنثى ؟
 خلود ناصر: ج/5 إضافة إلى أن هناك كثير من الدراسات والبحوث حول هذه الظاهرة التي درست أسبابها، وآثارها الجسمية والنفسية على المرأة 
(لكن للأسف.. لم تأخذ هذه الدراسات حقها حتى الآن) مما ينعكس سلباً على بنية المجتمع، باعتبار المرأة ركيزة في بناء أسرة متماسكة في بيئة سليمة لها دورها البارز في تربية أجيال المستقبل. هناك من لا يزال يعامل (الأنثى) على أنها كائن بلا إحساس، يريد برمجتها حسب احتياجاته فقط!
كثيرون الذين كتبوا وتحدثوا عن (العنف ضد الأنثى أو المرأة)، ولكني هنا تعمدت ذكر ما لم يذكر في مواضع شتى! من قال بأن ظاهرة (الضرب) بدأت بالتلاشي؟! أبدا.. هي لا زالت حاضرة حتى مع فرض العقوبات لمرتكبيها!
إذن: كيف نقول بأنه لا وجود للعنف؟! فأين نحن من معاناتهن؟!
صالح السويلم: س 6 بماذا أوصى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بشأن التعامل مع النساء ؟
خلود ناصر: ج/6 حث ديننا الإسلامي على التعامل مع النساء ووصفهن بأنهن شقائق الرجال والرفق معهن في المعاملة ، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: 
(ألا واتقوا الله عز وجل في النساء، فإنهن عندكم عوان [أي: أسيرات بين أيديكم]، أخذتموهن بأمانة الله)، وعنه صلى الله عليه وسلم: 
(مازال جبرائيل يوصيني بالنساء حتى ظننت أنه سيحرّم طلاقهن)، وعنه صلى الله عليه وسلم: (رفقا بالقوارير) أي: رفقا بالنساء، وعنه أيضا: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ) وفي خطبة حجة الوداع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( استوصوا بالنساء خيراً )
 صالح السويلم: س 7 ما هو دور وسائل الإعلام التقليدية والوسائط الجديدة في التوعية بمخاطر العنف ضد المرأة على التماسك الأُسَري ؟
 خلود ناصر: 7 /ج - إن الدور التي تلعبه وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة في بث العديد من الثقافات إلى جميع المجتمعات سلبا أو إيجابا واضحة للجميع، لذا من الضروري تعميم هذه التوعية لتصل إلى هذه الوسائل لتقوم بالتغطية اللازمة لذلك.
ولابد من تضاعف هذه الجهود بالنسبة إلى وسائل التلفزة لحذف المشاهد والمقاطع التي توحي من قريب أو بعيد إلى تدعيم ظاهرة العنف ضد المرأة.
صالح السويلم: س 8 ما هي الحلول الممكنة التي تؤدي إلى الحد من انتشار هذه الظاهرة ( العنف ضد الأنثى
خلود ناصر: ج/8 كيفية العلاج:
1- الرجوع إلى القانون الإلهي، والشريعة الإسلامية التي تعطي للمرأة كامل حقوقها وعزتها وكرامتها، كما تقدّم لها الحماية والحصانة الكاملة. قال تعالى: 
{ولهنَّ مِثْلُ الذي عَلَيْهِنَّ بِالمعْرُوفِ) [البقرة:228]، {وعَاشِرُوهُنَّ بالمعْرُوفِ} [النساء:19]، وينظر إليها كإنسانة لها ما للرجل وعليها ما عليه، وأنها مساوية له في جميع الأحكام إلا ما خرج بالدليل، 
{يا أيُّها النَّاسُ اتقُوا ربَّكمُ الذي خَلَقَكُم مَّن نَفْسٍ واحدةٍ وخَلَقَ منها زوْجَها وبثَّ منهما رِجَالاً كثِيراً ونِسَاءً} [النساء:1].
2- تطبيق هذه القوانين الإسلامية من قبل المسئولين كالحكومات والمؤسسات والمتصدين للأمور، ومعاقبة من يقوم بالعنف ضدها، كي تحس المرأة بالأمن والأمان وهي قابعة في قعر دارها، أو عاملة في محل عملها، أو ماشية في طرقات بلدتها.
3- التوعية الاجتماعية سواء كان ذلك في المجتمع الأنثوي أو في المجتمع العام، إذ لابد من معرفة المرأة لحقوقها، وكيفية الدفاع عنها، وإيصال صوت مظلوميتها إلى العالم بواسطة كافة وسائل الإعلام، وعدم التسامح والتهاون والسكوت في سلب هذه الحقوق، وصناعة كيان واعٍ ومستقل لوجودها.
ومن طرف آخر نشر هذه التوعية في المجتمع الذكوري أيضا، عبر نشر ثقافة احترام وتقدير المرأة التي تشكل نصف المجتمع بل غالبيته.
صالح السويلم: س 9 :- ما هي الرسالة التي يمكن أن توجيهها إلى من يمارس العنف ضد الأنثى ؟ .
خلود ناصر: ج/9 رسالتي لهؤلاء أن يتقوا الله فيهن أولا ..ومهما إستبد الظالم بظلمه لتلك الضعيفة سيجد من يعامله بالمثل إن لم يكن في الدنيا في الآخرة .. من رب العالمين ..كذلك ليست من "الرجولة " أن تظهر قوتك على "أنثى " لذا تأمل حالها قبل أن ترميها بحرف .أو أن تجرح كرامتها .
صالح السايلم: هل من من كلمة اخيرة؟
 خلود ناصر: أقدم شكري وتقديري لكل من ساهم في نقل هذه المحاضرة القيمة من إعداد ..وتقديم ...كذلك أوجه شكري لأعضاء ومديرة هذه المجموعة الموقر والضيوف الكرام وأتشرف دوما بالمشاركة في مثل هذه القضايا الإجتماعية لأهميتها ..وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد ودمتم متألقين .
شكر خاص لأستاذي الموقر /صالح السويلم
على مابذله من جهود ..
صالح السويلم: وفي نهاية هذة المحاضرة القيمة لا يسعنا الا أن نقدم الشكر الجزيل والإمتنان للكاتبة والمصممة المبدعة / أ . خلود ناصر ونتمنى لها مزيداً من العطاء والآن يبدأ الحوار مع الكاتبة الاستاذة خلود ناصر
 خلود ناصر: شكر خاص كذلك أ. /محمد على المراجعة والتدقيق ...كل من هم معي في هذه الأمسية 
د عماد شارك اضافة صور توضحيه للعنف ضد الانثي 
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
شهادات قدمت من الاخت خلود ناصر