السبت، 7 يونيو 2014

الوالدين ............. زبيدة عبدالرحمن

برنامج قدم في جوال الوتساب (قطوف وشذرات) قدمتها اختكم زبيده عبدالرحمن
انها عن فئة لن اوفيها حقها مهما كتبت ... وجزا الله خيرا من اقترح علي ان اتحدث عنها وكانه قرا افكاري احبتي اتحدث اليكم عن اناس افنوا حياتهم وشبابهم لاسعادي انا وانتم ... هذه الام وهذا الاب اللذين هما بعد الله سبب وجودنا في هذه الدنيا .... لن يعرف احد حقهما الا حين يكون ابا او اما فيعيش نفس المرحلة ... حملت تلك الام ... وعانت متاعب الحمل تخيلوا لو ان احدنا حمل كرتون عصير لمدة خمس دقائق فقط ؟؟ فما بالكم بام تحمل تسعة اشهر جنينا يتغذي من احشائها يقاسمها كل لقمة .... ومشرب دعونا هذه اللحظات احبتي نتذكر سويا ماعانته تلك الام وذاك الاب .... في السابق وتحديدا ايام صعوبة الحياة .. في الفقر وضيق ذات اليد في ذاك الزمان حين كانت الحياة فيها من الصعوبة حيث لا الات كهربائية ... كالغسالات وغيرها من وسائل الراحة ... عانت الام وعانى الاب وحتى في زماننا الحاضر المتطور .. كانت المعاناة في التربية والتنشئة . وزرع للقيم حين يمرض احدنا لا يجد سوى امه وابيه ساحكي لكم ولاول مرة عن قصتي ...انا قصة زبيدة التي الان معكم قصتي .. حين ولدت في الدنيا وفتحت عيناي بلا اب وبلا ام نعم ... ابي مات وعمري اقل من سنة ولا اعرف شكله ولا صورته لا اعرف سوى انه كان رجلا صالح امام مسجد احسبه والله حسيبه .... وحين مات اهل امي اخذوها ورفضوا ان نكون بين احضان امي انا وشقيقي لضيق ذات اليد ... ليرسلوا لجدي قائلين ( لسنا مكلفين بابناء ابنك نريد ان نزوج ابنتنا ) ومعهم حق فحياة فقر ومعاناة انذاك .... وبقيت مع جدي وتخبئ لي اقدار ربي ان ادفع ثمن لاذنب لي فيه ..ز ذنب (يتم ) وافتح عيناي بين احضان جدي الذي كان يحبني جدا وخاف ان يعطيني لعماتي او عمي فينتقمون من غيرتهم من والدي فيني انا .. ويظلموني .... سخر الله لي ان ياتي رجل صالح ... عقيم .. اختارني ربي من بين كل اخوتي واصطفاني ليلقي محبتي عند هذا الرجل .. يربيني ويسقيني حنانه وحبه كنت احسد الطالبات بالمدرسة وانا ارى امهاتهم
كنت انا المدللة ... وارافق والدي في كل مكان ..اختارني ربي لييهئ لي الحياة الكريمة ... والاسرة التي تحتضنني ... لك اعرف امي ولم ارى شكلها الا بعد خمس وعشرين عاما تخيلوا طفولتي التي افجع فيها بان والدي ليس بوالدي الحقيقي ؟؟؟ ونظرات اقراني بنات اخوانه ومجتمعي حين ينظروني لي انني يتيمة وليست ابنة هذا الرجل؟؟ تخيلوا الطعنات ااموجهه لتلك الطفلة لكنني لم التفت لها فحب والدي ودلاله وحنانه لم يدعني التفت اليهم
عانت امي التي ربتني رغم انها لم لم تنجبني ... تعبت لم ولن انسى يوم ان كانت تمسك بيدي لامسك القلم واكتب لم ولن انسى حين كانت تغسل اكرمكم الله قماشات هي حفاظات ... حيث لم تكن هناك حفاظات مثل زماننا هذا واكيد امهاتكم كانوا كذلك لم ولن انسى كيف سخرها ربي لتربيتي بدل ان تربي ابنها الذي هو من بطنها حيث انه تربى مع ابوه طليقها كانت تعلمني تسجل صوتي وانا اقرا القران تسهر حين كنت انام ... يحملني والدي حين انام او بالاصح اتصنع النوم ليحملني ويحضنني ويضعني على سريري تهيات لي كل معاني الحياة الكريمة ... ومع ذلك كنت اشعر بالنقص
اتعلمون لماذا؟؟؟ لان الوالدين .. كنز لا يمكن تعويضهم
لم ولن انسى اول ثمن ادفعه بدون ذنب وانا طفلة اولى متوسط ... حين كنت دائما اكتب اسمي على الدفاتر .. زبيدة احمد ... على اسم والدي الذي رباني.. وكل المعلمات يعرفن ذلك ويراعين مشاعري ... وفي الاوراق الرسمية اكتب اسم مفروضا علي

 ( عبد الرحمن ) ... جاءت تلك المعلمة لتغرس سكينا في قلبي الطفولي
لا تكتبي اسم هذا الرجل .. هذا ليس اباك .. اكتبي اسم اباك الحقيقي .... نعم انا اعرف انه ليس ابي لكني فتحت عيناي عليه ثم انها ليست اوراق رسمية ... تخيلوا هذا الجرح الذي بقي الى هذه اللحظة
عدت ابكي الى حضن والدي ... وفي قلبي حقد لانني طفلة لم ادرك بعد .. حقد على امي ... حقد على عبد الرحمن الذي انجبني ومات ... ارتميت على والدي الذي رباني ابكي شكوت له كلام معلمتي .... فتخيلوا هذا الاب العظيم ورده علمني درسا وكانه صفعني كفا على وجهي ....
ثال بنيتي حبيبتي .... انا ابوك الذي ربيتك لكنك لست بلقيطة ... ولم اخذك من عند باب مسجد .. انتي لك قبيلة واهل معروفين جدك من العلماء ... واباك رجل صالح ... اكتبي اسمه وانا اباك تعلمت من يومها ان اجعل عبد الرحمن ابي حبرا على ورق .. لكن قلبي احمد الذي رباني .... ومع مرور الايام نما حب عبد الرحمن في قلبي فهو ابي وكبرت
وكنت اشتاق لابي الحقيقي ... واجد نفسي تلقائيا ادعو له ... فلكم ان تدركوا نعمة ابائكم وامهاتكم يامن عشتم بينهم ومرت السنين ... ولم اشتاق لامي الحقيقية ... كنت اظن انها هي من تخلت عني فلم اعرف الحقيقة
وكانت امي التي ربتني برغم قسوتها تعطيني الحب والحنان برغم شدتها فلم تكن مثل ابي الذي رباني ..لكنها علمتني وربتني كنت انا اشغب طفلة في المدرسة والحي بكامله ... ومن المتفوقات ايضا
الكل حولي كان يغبطني على ما انا عليه من دلال وخير
كنت ابكي في داخلس حين كبرت وانا ارى فتاة تصرخ على امها وتسئ الادب لاباها بودي ان اصرخ لهم ... ارجوكم الا والديكم
كبرت في حضن هذا الحبيب .. رباني علمني ادبني .... قال لي ستكبرين ستكونين كاتبة .... تتخرجين من الدراسات الاسلامية ومرت السنين ... وكانه حين قال لي

 ( انتي عن عشرة من الرجال ) كان يهيئني ليوم رحيله عني .. حتى اذوق من كاس اليتم مرتين
ويكبر بالعمر ويضعف ... ويوم ان كنت اضع له الطيب كل جمعة فيذهب ويعود لي .. جاء اليوم الذي اطيبه في كفنه ليرحل دون عودة ... توفاه الله وكنت انا المراة الوحيدة التي تمشي في جنازته الى اسوار المقبرة ... لاعود طفلة جريحة كسيرة حزينة الملم جراحي .. واحاول النهوض ومازلت احاول لاكون كما تمناني .... اصبحت اليوم
يتيمة الابوين .... لكن والدي الذي رباني كنت اجلس معه اقاسمه اللقمة والضحة والحزن والالم .... كما كان يقاسمني في طفولتي .... حين ضعف عقله ... كنت في يوم من الايام مثله فتحملني ....فكنت اتحمله كلامه وتذمره
احبتي .... حين قصصت لكم قصتي لاول مرة هنا بالجروب .... هي كانت رسالة حب .. لكم ونداء ان هناك ام واب ... بحاجة لكم
الا والديك ... كانت حملة اطلقها الدكتور هاني الغامدي وفقني ربي انني بادرت بها لافعلها بامكاناتي البسيطة
فانا مجرد تطوع مني واحتساب بودي ان تعم ارجاء المملكة
بودي ان اخاطب كل المدارس لاقول لهم الا والديكم نعم فانا الان
اقاسي اليتم برغم وجود امي الحقيقية ... زامي التي ربتني ... واحاول ان ابرهما
وابي ..عبد الرحمن ... ابي الذي رباني احمد ... ابرهما في موتهما
اتمنى احبتي ... لكل من لديه ام ... لكل من لديه اب ... قبل ان تيذمر ويمل من

 (خرفهم ) وعذرا على هذه الكلمة ... يتذكر الامس حين كان في قمة الجهل والغباء والحمق وكيف ان الام والاب تحملوا وعلموا وربوا .... قبل ان نقول
( الكهلة ماتفهم ... الشيبة العجوز مايعرف ... مو في زماننا ) تلك العبارات الموجعة يوم ان جمعوا الريال على الريال بل والهللة ليعلمونا وصبرهم علينا
اليوم احد الوالدين او كلاهما قد كبر واصابه الزهايمر ... فتجرد بعض الابناء من معاني الانسانية والرحمة ... فكان التذكر والعقوق ... بل والعنف ... في المؤتمر للطب النفسي الذي حضرته كانت دورة عن العنف لاتفاجا ان العنف ليس فقط على الاطفال والنساء
بل هناك عنفا تفاجات انه مصنف بهذا الاسم وهو العنف كع كبار السن
نعم احبتي ... عنفا معنويا ... حين نترك الاب وحده بالساعات ... والام وحدها تترقب حضور ابنائها خمس دقايق ربما ضاعت في الجوالات ...
احبتي .. انا ماقصصت قصتي وفاجاتكم بها ... ويعلم الله ان دموعي تتساقط شوقا لابي عبد الرحمن .. وابي الذي رباني ... وفقدا لهم ... فانتم لديكم نعمة وكنز وبابا من ابواب الجنة لا تفرطوا فيهم واحسنوا اليهم ولعلي ادرج لكم مقالا كتبته من مقالاتي ...
احبتي في الله تمر بنا السنين تلوالاخرى نعيش فيها اجمل الايام بحلوها ومرها من طفولة بريئة جميلة الى فترة شباب ملئ بالحيوية والهمة العالية والطموح ثم تأتي فترة الشيخوخة لتكون مرحلة جني الثمار لكل مازرعناه في شبابنا . جني ثمار التربية للأبناء , وثمار ماقدمناه للاخرين لتكون المفاجاة من البعض الا من رحم الله الجحود والتذمر , يتذمر الابناء والاهل من كبير السن سواء رجلا كان اوامراة ليفوز بلقب (المخرف , المخرفة ) وعذرا على هذه الكلمة . ان تدني القدرات العقلية والبدنية لمريض الخرف تجعله في حاجة دائمة لمن يعتني بشؤونه ويقوم على حاجاته اليومية حتى البسيطة منها وهذه الرعاية تحتاج إلى معرفة وتدريب إلى حد ما للتعرف عن قرب على كيفية التعامل مع المريض بطريقة صحية وفهم المرض وأعراضه والتغيرات التي تظهر ربما بشكل يومي على تصرفات المريض وقدراته وتزيد حاجة المريض إلى الرعاية والاعتماد على الآخرين كلما تقدم به المرض مع الوقت. ولكن ماهو الخرف ؟ الخرف هو تدهور مستمر في وظائف الدماغ ينتج عنه اضطراب في القدرات الإدراكية مثل: الذاكرة والاهتداء والتفكير السليم والحكمة. لذلك يفقد كثير من الذين يعانون من الخرف قدرتهم على الاهتمام بأنفسهم، ويصبحون بحاجة لرعاية تمريضية كاملة. ومن أكثرأسباب الخرف شيوعاً هو مرض الزهايمر. \\ للاسف الشديد فان كثير من هؤلاء ضاق بهم ابنائهم وذويهم فزجوا بهم الى دور رعاية المسنين او المستشفيات في حين ان هناك من الاخيار والخيرات مازالوا يتفانون في خدمتهم ورعايتهم والصبرعليهم وقد اصبح من الضروري ان تكون هناك دورات تدريبية لكيفية التعامل مع كبار السن المصابين بمرض الخرف او الزهايمر حيث انها من اصعب المراحل ولها تأثيرات نفسية كثيرة فكبير السن يصبح شديد التاثر لاي كلمة او فعل خاصة وان في داخله يشعر ان دوره قد انتهى وصلاحيته قد انتهت وانه غير مرغوب ممن حوله وانه يشكل عبء عليهم احاسيس كثيرة يشعر بها كبار السن وديننا الحنيف بشموليته لم يهمل هؤلاء الكباروفي مقدمتهم الوالدين حيث قال جل وعلا في حقهم (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا أياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)( الآيتان 23 و 24 من سورة الإسراء ). وتبين هذه الايات النهي عن التأفيف وهو أول مراحل التضجر والأمر بالقول الكريم وخفض جناح الذل (وهو أروع تشبيه) وطلب الرحمة من الله تعالى. والملاحظ أن الوالدين عندما يبلغان مرحلة الكبر وتزداد أعباؤهما على الفرد تتوافر أرضية التضجر والبرم أحياناً، وهنا ينبري القرآن الكريم للإنذار والنهي ليؤكد عنصر الاحترام المتواصل والرحمة والذل أمام الوالدين المسنين، وقدقال عليه الصلاة والسلام مبيننا حق كبار السن ( ما أكرم شاب شيخاً لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه)، وقوله عليه الصلاة والسلام : (البركة مع أكابركم)، وروي عنه (صلى الله عليه وسلم) قوله : (ان الله تعالى جواد يحب الجواد ومعالي الأمور ويكره سفسافها، وإن من عظم جلال الله إكرام ثلاثة : ذي الشيبة في الإسلام، والإمام العادل، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه). تعود الذاكرة الى الوراء حين كان كبار السن في ريعان قوتهم وشبابهم وبالاخص الوالدين كيف كانوا يحتملون منا اشد المتاعب والمشاكل , كيف كانوا يطعموننا ويبدلون ما اتسخ من ثيابنا ويسهرون على راحتنا ويسعدون لسعدنا ويغتمون لهمنا , كيف كانوا يحتملون منا الفاظا وكلمات كثيرا ماكانت غير لائقة ويوجهوننا ويعلمونا بكل رحابة صدر ثم اليوم البعض منا يغضب ويثور ان سمع منهم كلمة لاتعجبه , يرون نظرات الملل والضجر ويتمزق قلبهم ولسان حالهم يقول (سنرحل عنكم يوما فأحسنوا الينا ) ختاما احبتي لا تتركوني من صالح دعائكم ودمتم اختكم سميرة امين..... زبيدة عبدالرحمن انتهيت الان جزاكم الله خيرا على سعة صبركم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق