الجمعة، 13 يونيو 2014

قطوفي وشذراتي .... زبيدة عبدالرحمن

احبتي .. يأبى شوقي وحبي لكم الا وان يتمرد على وجعي والمي الشديد حتى هذه اللحظة
... اتشرف بتقديم شذراتي وقطوفي لهذه الليلة ..
وهذه المرة تختلف او بالاصح تمتزج بالالام واوجاع احبتي ...قطوفي وشذراتي ..
هي من واقع ما انا فيه حاليا ... (المرض) كثيرا ما غفلنا عن هذه النعمة
 ... وهي فعلا نعمة من الله عزوجل .... حين مرضت بمرض خفيف وعكة بسيطة انهكت قواي حرمت فيها من اطيب الماكولات ... عرفت فيها قيمة مانحن فيه من نعم نعم انعم بها المولى علينا ... حين يكون المرض نعمة يفيقنا من سبات عميق وغفلة .. تجعلنا نتوقف امام محاسبة شديدة للنفس ... ومراجعة حسابات لذنوب اقترفاناها وتساهلنا بها كثيرا : يبتلينا ربنا بالمرض لتتساقط منا الذنوب كورق الشجر .: احبتي... كم نحن بحاجة الى المحاسبة .. هناك فئة من الناس تختلف اوضاعهم مع المرض الذي هو ابتلاء من الله جل وعلا : منهم... من يتذمر ويصيبه الضجر والملل .. .: من الناس من يتذمر ويقول( انا ماذا فعلت ليصيبني كل هذا التعب او المرض: من الناس ايضا من يتمنى الموت ..: والنبي عليه السلام حذرنا من تمني الموت ففي معنى الحديث ( لا يتمنين احدكم الموت لضر اصابه وان كان لامحالة فليقل اللهم احيني مادامت الحياة خيرا لي وامتني ماعلمت الموت راحة لي ) اوكما قال عليه الصلاة والسلام... ومن ااناس من يصبر ويحتسب فالشوكة التي يشاكها المؤمن تكفيرا لسيئاته : احبتي حين مرضت كنت امام اختبار حقيقي مع نفسي ثم مع ابنائي .. وارجوا ان تهتموا لكلامي لانه مهم جدا ... سابدا بالاختبار مع ابنائي ....
تعودوا ابنائي دائما على عطائي حتى حين اكون مرهقة متعبة انا من اذهب واشتري حاجياتهم وطلباتهم .. : لم اقصر يوما معهم ... حتى حين اكون في دراستي او محاضراتي اخرج من مسجدي فاسرع اليهم البي احتياجاتهم ... فهكذا الامهات ... ولكن .: كثيرا مانخطئ نحن الامهات والاباء في حق ابنائنا ... حين نعودهم بطريقة غير مباشرة على ان يرونا نحن الاقوياء القادرين المتحملين ... فيوم ان تخور قوانا ونضعف او نكبر بالعمر نحتاج اليهم فلا نجدهم ... لانهم لم يعرفوا كيف يخدموننا ... وان وجدناهم نجدهم سرعان ما يتذمرون ... فنطلق نحن عليهم بكل اجحاف صفة العقوق .: لذلك حين مرضت اوبالاصح وعكت .. اختبرت ابني حفظه الله اتصلت عليه واخبرته انني متعبة واتوجع وفعلا كنت كذلك وطلبته ان يحضر لي علاج .. طبعا الصيدلية قريبة جدا من بيتنا ليست واحدة بل اثنين ... ولدينا حارس ... لكني اردت ان اضعه امام تجربة : وفعلا نجح حفظه الله فترك اصدقائه وليلته الممتعة وحضر فين انني نمت انا ونسيت .. دخل علي وانا نائمة ليعطيني العلاج ... مازحا مداعبا (ياسميرة بطلي دلع ) .: طبعا في قلبه لايحتمل ان يرى امه المشاغبة المشاكسة على السرير تتوجع .: لكن يجب ان يعيش اللحظة من الان فغدا ساكبر في العمر واضعف .. بل انني دربتهم جميعا على خدمة جدتهم كبيرة السن .: لذا احبتي من الان يجب ان تعلموا ابنائكم وتهيؤوهم على خدمتكم والبر بكم ... فالدنيا لاتسير على حال واحدة .: اما الاختبار مع نفسي فهو .. حين كنت استعرض نشاطي وحيويتي ومشاكساتي .. ومرحي بل وحتى اوقاتي التي امضيها هنا معكم ومع غيركم في جروبات اخر ... كنت افكر ترى ماهي الذكرى التي تركتها لدى كل من عرفوني وعرفتهم؟؟ .:
اتراها ذكرى طيبة فالمس اثرها من طيب دعواتهم ام تراها ذكرى سيئة سرعان ما اكون في سلة محذوفاتهم .:
احبتي علمني والدي الذي رباني اهمية الذكرى الطيبة فالناس شهود الله في ارضه ...بل ان النبي عليه السلام قال حين راى جنازة مرت قال هي في الجنة ... وراى جنازة اخرى فقال انها في النار ... فسألوه الصحابة ...فقال جنازة اثنى الناس عليها بخير فهي في الجنة .. وجنازة ذكروها بسوء فهي في النار..  فلماذا لايكون حرصنا على ترك ذكرى جميلة ؟
حين يمرض الواحد منا يعرف حقيقة ضعفه وعجزه وانه لايسوى مقدار ذرة : ترى من منا وصيته مكتوبة عنده؟؟؟ ..:
احبتي .. ونحن على مقربة من شهر عظيم .. شهر تغلق فيه ابواب النار وتزين ابواب الجنة ... افلا يجدر بنا ان نحمد الله ان امد في اعمارنا ومتعنا بالصحة والعافية لنصوم ؟؟ لماذا نستكثر على انفسنا ساعات معدودة نصبر فيها عن المعاصي والحرام ؟؟ ..: لماذا نضيع صيام يوم كامل في نزهات للاسواق .. ومسلسلات ؟؟ .: في كل اعوامنا صمنا صياما مرقعا .. فما الذي يضمن ان نعيش لرمضان اخر ... هل نضمن ان نكون بعافيتنا ولا نحرم من الصيام ؟؟ .:
احبتي ان الاوان لنمضي دقايق من اوقاتنا نفرح فيها ونفتح صفحة جديدة بيضاء ناصعة فيها الحب ... والعزيمة والاصرار ان نرضي ربنا وننعم بنعمه .... ..: ختاما اعتذر على الاطالة .. واسال الله ان يبلغني واياكم رمضان ويرزقنا صيامه وقيامه .:
لا تتركوني من صالح دعائكم ودمتم ....زبيدة عبدالرحمن التركستاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق